الأحد، 2 مايو 2010

وظيفة التدين

يقدم الدين للفرد تفسيرا للحياة والكون والوجود، ويحميه ضد الخوف من الموت والفناء، ويجعله يقاسم باقي أفراد المجتمع منظومة مشتركة لفهم وممارسة الحياة الاجتماعية (Ryan et al, 1993: 586).ويرى كيركباتريك Kirkpatrik (1999) ان للدين دورا مهما في زيادة التوافق لدى الفرد، وزيادة قدرته على حل المشكلات ( محمود، 2004.ص 575).ويعد موسى ان الدين مصدرا يزود الفرد بنسق من القيم والمبادئ والمعايير والمحكات الاجتماعية التي توفر له التكيف مع من حوله ( موسى، 2001: 9). وهو أيضا مصدر هام لتهذيب السلوك وتقويم الأخلاق وتحقيق المعاملة الحسنة بين الأفراد، والربط بينهم برباط المحبة والتعاون ومراعاة الحقوق ( بيصار، 1973: 93-94). والدين على العموم أسلوب حياة، يوجه الفرد للمشاركة في الحياة بكافة طاقاته ويدفعه للاستثمار الايجابي في مختلف جوانب الحياة ( انظر القرضاوي، 1988 والزحيلي، 1997.والعبدة،2005).

وفي مجال الصحة يلعب التدين دوراً كبيراً في دعم وحفظ الصحة الجسمية والنفسية والعقلية للفرد (انظر عيسوى، د ت. وموسى، 2001)ومساعدته للتعامل مع الأزمات والشدائد ومختلف الموترات الحياتية.(Koenig, 2004: 1195).

وفي مجال الأسرة والزواج يمد التدين الازواج والزوجات بانواع عديدة من الدعم، مثل الدعم الاجتماعي والدعم الوجداني، والدعم الروحي، والتوجيه الاخلاقي، كما ييسر عمليات اتخاذ القرار، ويقلل من الصراع بين الزوجين (محمود، 2004: 578).ويرى ويلسون وموسك (1996)Wilson & Musick ان الدين والتدين يقلل من رغبة الفرد في الانفصال والطلاق، وانه كلما زاد تدين الازواج كلما زادت الرغبة في استمرار الحياة الزوجية وقلت القيمة البدائل المتاحة بعد حدوث الطلاق مقارنة بقيمة الزواج (محمود، 2004: 579).

غير انه تجدر الاشارة إلى ان هذه المنافع المرتبطة بالدين والتدين قد تختلف باختلاف الأديان وتنوع المعتقدات، بل قد تكون لبعض الأديان أثارا معاكسة لما سبق تماما ويكون ضررها اكبر من نفعها.

(Flannelly et al, 2004: 1232. Dollahit & , 2005: )

هذه المنافع قد تختلف باختلاف الافراد و تتغير لدى الفرد بين الحين و الآخر، اذ لا شك انها مرتبة بمدى إيمان الفرد بدينه وتصديقه بتعاليمه، وعمق خبرته الدينية ودرجة شعوره بها، و مدى اداء الفرد للممارسات والتصرفات الدينية، وشدة انغماس الفرد في مختلف أوجه التدين.
جميع الحقوق محفوظة © 2015 جدّد حياتك
برمجة : يعقوب رضا