الاثنين، 6 سبتمبر 2010

التشخيص النفسي

هذه إجابة وجهتها لطالبة تقوم بالتحضير لمسابقة الماجستير مع تمنياتي لها بالتوفيق أحببت أن أنشرها علها تكون عونا لغيرها

سؤال الطالبة

تحية طيبة بمناسبة شهر رمضان الفضيل

أستاذى الكريم احتاج منكم توضيح المفاهيم الآتية. التشخيص الوظيفي و التصنيفي والمفارق مع أهم الفروق

شكرا جزيلا

الإجابة

تحية طيبة، وعيد مبارك، كل عام وأنتم بخير، و تقبل الله منكم الصيام و القيام، وبعد

يعتبر التشخيص النفسي موضع اهتمام تخصصات علمية وتطبيقية متعددة تشمل علم النفس المرضي والإكلينكي والطب النفسي والإرشاد والعلاج النفسي والخدمة الاجتماعية والتمريض والتأهيل والتربية. ويمكن تعريفه بإختصار بأنه العملية التي يقوم بها النفساني يجمع في سياقها البيانات والمعلومات عن الفرد صاحب المشكلة ليعالجها معالجة خاصة تمكنه من أن يرسم صورة متكاملة لشخصية هذا الفرد تتضمن وصفا دقيقا لقدراته وإمكاناته ومشكلاته وأسبابها وذلك بهدف وضع تصور أو إستراتيجية معينة لخطة عمل ملائمة تنفذ مع هذا الفرد لمساعدته و تجاوز مشكلته و مشغلته

وعلى هذا فإن عملية التشخيص تهدف إلى تكوين صورة واضحة عن الفرد قصد تقديم المساعدة أو الخدمة النفسية ووضع برنامج علاجي وهو بذلك يعتبر الركن الأساسي لعملية المساعدة سواء كانت بسيطة إرشادية أو متقدمة وعميقة علاجية. ولا شك أن التشخيص الخاطئ يستتبع تدخلا خاطئا و يؤدي إلى علاج غير مطابق ويؤول إلى تعثر عملية المساعدة بكاملها.

ويمكن تحديد أهداف التشخيص فيما يلي: تحديد العوامل المسببة للاضطراب ، و التمييز بين الاضطراب العضوي والوظيفي ، والكشف عن كيفيةالاستجابة للاضطراب ، وتقويم درجة العجز العضوي والوظيفي ، وتقدير درجة الاضطراب في مداها وعمقها ، والتنبؤ بالمسار المحتمل للاضطراب، وتحديد الأسس التي يبنى عليها اختيار منهج علاجي معين

أنواع التشخيص : نجد في أدبيات النفسية العلمية و الإكلينيكية تصنيفات مختلفة للتشخيص لكن سيتم الاقتصار على تحديد ما ورد في السؤال

أولا التشخيص التصنيفي:

يعتبر من أبسط أنواع التشخيص حيث يقتصر النفساني أو الطبيب النفسي على تحديد نوعية المرض أو المشكلة أو الاضطراب وتسميتها وتصنيفها وفق نظام تصنيفي متعارف عليه .

ولا يمكن الحديث عن تشخيص تصنيفي دون وجود قائمة متفق عليها بأسماء الأمراض مثل الصنيف العالمي الأمراض النفسية والسلوكية ( منظمة الصحة العالمية ) (CIM10)أو الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات العقلية والنفسية (DSM-IV-TR)

وفي هذا الاطار يمكن الاشارة الى ضرورة وجود دليل لتصنيف الأمراض خاص بالدول العربية و يمكنك أن تراجعي في هذا المجال بحث مهم معنون بـ: خطوة على طريق إرساء مدرسة نفسية عربية الدليل العربي لتشخيص الاضطرابات النفسية لـ عبدالفتاح دويدار.

التشخيص الوظيفي :

أما التشخيص الوظيفي فلا يقتصر على وصف حالة المريض وإدراجه في فئة اكلينيكية تصنيفية محددة فقط بل هو عملية الفهم النفسي العميق لإمكانات الفرد وقدراته و جميع جوانب شخصيته.

وهو في شقه الدينامي العملية التي تمكن النفساني من الكشف عن مواطن الصراع في الشخصية، ودرجة القلق، والقدرة الحالية للفرد واحتمالات تعرضه للتدهور أو النمو، الأساليب الدفاعية التي يتخذها الفرد في مواقف معينة يخفف بها عن آلامه

أما في شقه السلوكي فهو يعني عملية جمع معلومات بشكل شمولي للتعرف على مسببات المرض و الاضطراب والمشاكل السلوكية لدى الفرد ليتم فهم طبيعة المشاكل والمعاناة ومصادرها ومن ثم التدخل للتعامل معها .

و ما يميز هذا النوع من التشخيص عن التشخيص التصنيفي أنه يمكن من التعرف على مسببات المرض أو المشكلات السلوكية وتعريفها بطريقة وظيفية. وتحليل المعلومات التي تم جمعها من المصادر المختلفة للتعرف على السلوكيات التي تسبق ظهور المرض أو المشكلة السلوكية وكيفية بدايتها وكذلك التعرف على السلوكيات اللاحقة للمشكلة.

التشخيص الفراقي :

حتى يتم تقديم تشخيص تام ودقيق لابد من دراسة المرض وأعراضه وتمييزه بدقة عن باقي الأمراض أو الإعراض التي تشابه فنتحدث مثلا عن التشخيص الفارقي للتوحد عن التخلف العقلي أو عن متلازمة أسبرجر وهي أحدى المتلازمات التي تتسم بوجود صفات وسلوكيات قريبة من الطفل المصاب بالتوحد و لكن بدرجة خفيفة ، أى بدون تأخر فى النمو العقلي والمهارى بشكل ملحوظ ، ولكن يمكن أن يتأثر بشكل غير ظاهر يحدث خلطا بينها وبين التوحد

فمن الهام في التشخيص الفارقي في هذه الحالة الفصل بين متلازمة اسبرجر والتوحد حيث يبحث النفساني عن الجوانب التالية :
الفروق اللغوية إذ ان طفل الاسبرجر لا يعانى من تأخر لغوى.
الأعراض الفصامية ففي اضطراب اسبرجر لا يمكن تصنيفه مع الفصام كما هو التوحد وإن لم نستبعد ظهور الأعراض الفصامية لدى طفل الاسبرجر ولكن فى بداية مرحلة البلوغ

القدرة على التعلم و العلاقات الاجتماعية فمعظم اطفال الاسبرجر يمكن أن يتعلمون فى أقسام العاديين بالرغم من انه قد تظهر لديهم بعض المشكلات فى العلاقات الاجتماعية أو المشكلات ذات الطبيعة الانفعالية بينما طفل التوحد قد لا يستطيع ذلك
فالتشخيص الفارقي يمكن أن يكون مرحلة من مراحل التشخيص التصنيفي أو التشخيص الوظيفي .

بالتوفيق الأستاذ منصوري زواوي

جميع الحقوق محفوظة © 2015 جدّد حياتك
برمجة : يعقوب رضا