السبت، 4 سبتمبر 2010

الأسرة والدين


  
الأسرة هي المكان الأول والطبيعي الذي ينشأ فيه الإنسان، وهي ذات اثر في تدين الفرد، بما توفره من تربية وقدوة ( الصنيع، 1998: 51-52).يذكر لابورت ديبيك (Laporte-Dubuc, 1981)ان الأسرة هي المكان المفصل لنقل الإرث الديني، والذي لا يمكن تعويضه في مجال التنشئة الدينية للطفل، فهي اول ناقل وملقن فكما انها تكشف للطفل العالم من حوله فهي ايذا تكشف له الجانب الديني.
ينقل حسن عن مايرز(Hassen, 2005: 28) ان الأفراد المقيمين في اسر تقليدية مع ابوين (بيولوجيين) متوافقين زواجيا، فانهم بالاحرى سوف يشبهون اوليائهم في الاعتقاد والتدين، وان التنشئة الدينية التي يتلقاها الفرد في الاسرة التقليدة تقوي من احتمال انتقال التدين عبر الأجيال، ويرى ان نتائج دراسته عن التدين في المجتمعات الإسلامية تدعم هذا الرأى. في حين تنقل بعض الدراسات أن اثر الأسرة على تدين الفرد في الغرب اقل بروزا(Erickson, 1992:142).

يطرأ على التدين لدى الفرد بين الحين والأخر بعض التغير والتحول يتمثل في الانتقال في بعد يتراوح بين الفتور والانغماس. وقد أمكن ربط ذلك التغير والتحول  ببعض الإحداث الحياتية الهامة، فقد لوحظ ارتفاع في درجة التدين وانغماس في  السلوك الديني اثر زواج الفرد، وأثناء قيامه بتربية الأبناء، وانغماس مؤقت في التدين اثر وفات القرين،  كما لوحظ تراجع مستوى التدين اثر التحولات الأسرية، مثل الطلاق، او انتقال الاطفال إلى مرحلة المراهقة، ومغادرة الأطفال لبيت الأولياء. (McCullough et al, 2005:78)  اما في مجال الصحة فقد تم تسجيل كلا الامرين أي الفتور والانغماس، فان فئة من الأفراد يتراجع مستوى تدينها تبعا لتراجع صحتها بينما تنغمس وفئة أخرى  في تدين  مقاومة للمرض وطلبا للشفاء والراحة(Koenig, 2004: 1194)..

جميع الحقوق محفوظة © 2015 جدّد حياتك
برمجة : يعقوب رضا