الخميس، 7 يناير 2010

محددات التوافق الزواجي : الجنس

المطالع للتراث النفسي في مجال محددات التوافق الزواجي يجد تنوعا وإحصاء لعدد كبير من المتغيرات،(انظر Karnny & bradbury, 1995. Bradbury et al, 2000. Parker, 2002. Ayles, 2004, ) سواء على المستوى الشخصي أوالبينشخصي، من ذلك الجنس .فبناء على عمل برنار Bernard (1972) الذي أسس لفكرة الفروق بين الزوجين في مجال الزواج،والتي اشتهرت عبارتها”his and her marriage ” “زواجه وزواجها”، ينظر غالب علماء النفس الأسري للعلاقة الزوجية على أنها ذات وجهين مختلفين وان كل طرف في العلاقة الزوجية يختبر ويعيش علاقته بشكل مختلف،(Kurdek,2005: 68). وهوما تؤكده المقاربة البيولوجية للفروق بين الزوجين من جهة (Kiecolt-Glaser, & Newton, 2001) وتدعمه أيضا المقاربة السيكولوجية التي تنص على الفروق النوعية بين الجنسين في العديد من الخصائص الشخصية والبينشخصية المرتبطة بالعلاقة الزوجية (انظر مبيض، 2003. فصل الفروق ).

تواترت الدراسات التي تناولت التوافق الزواج في ضوء الفروق نوعية بين الزوج والزوجة في نظرتهم للعلاقة الزوجية وتقديرهم لجودتها. على نقل ان الزوجات يملن إلى التدقيق في العلاقة الزوجية كونهن اكثر ارتباطا بها واهتماما بمصيرها واعظم استثمارا فيها، وهن أيضا أكثر تأثرا في حالة فشلها. ففي دراسة تناولت نظرة الزوجين لواقع العلاقة الزوجية ومدى تقديرهم لضرورة التغيير فيها، تبين ان النساء أكثر إظهارا وذكرا لجوانب النقص في العلاقة الزوجية، واكثر اهتماما وشعورا بضرورة التغيير فيها من الرجال (Dempsey, 2001: 60-61). هذا ما حدا ببعض الباحثين إلى ضرورة اقتراح نموذج للتوافق الزواجي تابع لجنس القرين(Aylis, 2004: 6).

ويؤكد هيتون وبلاك Heaton & Blake (1999) أن مصدر ذلك الاختلاف عائد لطبيعة الأدوار والوظائف التي يقوم بها كل طرف، ومدى إسهامه في الحياة الزوجية، من حيث تقسيم العمل والوالدية والعلاقة الجنسية الخ (Aylis, 2004: 6).

وتميل فئة من علماء النفس الأسري إلى اعتبار الفروق النوعية في الحياة الزوجية طفيفة وغير مميزة. يؤكد كيردك Kurdek (2005) بناء على دراسته للفروق بين الزوجين في الرضا الزواجي وبعض المتغيرات المرتبطة بالحياة الزوجية لدى عنية مكونة من 526 زوج تمت متابعتها خلال السنوات الأربع الأولى من زواجها على كون الفروق المشار اليها بين الزوجين طفيفة وغير دالة. وهوأيضا ما توصل اليه دوفاص De Vaus (2002) في دراسته للصحة النفسية والزواج التي اعتمد فيها نتائج المسح الاسترالي للصحة العقلية 1997 (De Vaus, 2002:32) وستانلي ومركمان Stanley,& Markman.(1997) في دراستهما عبر الهاتف والتي شملت 947 فردا (Stanley & Markman, 1997.p 25)

مهما يكن من فرق بين الزوجين في التوافق الزواجي فان درجة توافق كل واحد منهما ترتبط بدرجة توافق الآخر، وان مسار كل واحد في العلاقة الزوجية يشبه إلى حد كبير مسار الطرف الآخر Karnny & bradbury (1997).
جميع الحقوق محفوظة © 2015 جدّد حياتك
برمجة : يعقوب رضا