الجمعة، 2 أبريل 2010

أنماد التدين

ان التنوع الذي يميز مظاهر التدين، فتح مجالا آخر أمام بعض الباحثين في علم النفس الديني للتمييز بين مختلف أنواع من السلوك الديني وتحديد مجموعة الأبعاد المكونة له. يمكن عرض مجموعة من الإسهامات التي يزخر بها التراث النفسي، فمن شأنها ان تزيد من بيان المراد بالتدين وتقريب معناه.

يعد عمل ألبورت وروس( 1967) Allport & Ross العمل الرائد والكلاسيكي في هذا المجال والذي مازال ذا اثر واضح في العديد من الدراسات، فقد ميزا بين نمطين من أنماط التدين هما “التدين الجواني” (Intrinsic Religion) و هو تدين ناضج نابع من إيمان قوي وإقبال على العبادة في السراء والضراء وان الفرد يعيش التدين.والنمط الثاني ” التدين الظاهري” (Extrinsic religion) و هو تدين غير ناضج يهدف صاحبه إلى تحقيق الأمن والمكانة الاجتماعية والفرد هنا يستخدم التدين.(Maltby & Day, 2004: 1276).

وتلاهما عمل باتسون وفنتيس (1982). الذين أضافا نمطا ثالثا من التدين أطلاقا عليه “التدين كتسائل ” religion as a quest.وهونمط من التدين مبني على التوجيه الناقد للدين والابتعاد عن النظرة اليقينية الدوغماتية.(Beck & Byan,2004).

ويندرج في هذا الإطار جهود علماء نفسيين عرب واهتمامهم بالتمييز بين ابعاد ثلاثة للتدين؛ هي التدين المعرفي، والتدين الوجداني، والتدين السلوكي،( انظر الصنيع، 1998: 177 والمهدي، 2001).

وخلص حسن (Hassen, 2005: 29) في دراسته للتدين في المجتمعات الإسلامية إلى امكانية التمييز بين نمطين من انماط التدين؛ النمط الأول: وهوما اطلق عليه تسمية “التدين التقليدي” والذي يتميز: بالاعتقاد الأصولي والانغماس في العبادة والإخلاص وتصور الإسلام وفق النصوص الإسلامية مع تأثير للخبرة الفردية والتجربة الدينية الفردية.وان هذا النمط هوالنمط المنتشر في اندونيسيا وباكستان وماليزيا ومصر وايران ولدي فئة قليلة بكزخستان. والنمط الثاني الذي اسماه “التدين غير التقليدي” والذي يتميز بضعف الاعتقاد الديني وضعف العبادة وملامح الإسلام. وان هذا النمط هوالغالب على مسلمي كزخستان ويوجد بقلة في باقي الدول، بينما تتوزع النسبة في تركيا بالتساوي بين النمطين الأول والثاني.
جميع الحقوق محفوظة © 2015 جدّد حياتك
برمجة : يعقوب رضا